الباب فأسقطت محسنا ".
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " فإنه لا حق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشكو إليه " (1).
وحمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها، فكل يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.. إلى أن قال (عليه السلام) - في ذكر ما يقع في الرجعة -: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهن صارخات وأمه فاطمة تقول: * (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) * (2) آل * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * (3).
قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: " لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر ".
قال: وبكى المفضل بكاء طويلا ثم قال: يا مولاي! ما في الدموع... فقال:
ما لا يحصى إذا كان من محق (4).