الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - الصفحة ١٤٢
ضربات السيف والسياط (1). فصلى عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلا (2) ولم يشهدها إلا خواصه (3).
فدفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) وعفى موضع قبرها.. فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " السلام عليك يا رسول الله مني والسلام عليك من ابنتك وحبيبتك، وقرة عينك، وزائرتك، والبائتة في الثري ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك.. قل يا رسول الله! عن صفيتك صبري، وضعف عن سيدة النساء تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي، ولقد وسدتك في ملحود قبرك، بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول * (إنا لله وإنا إليه راجعون) * (4) قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء.
يا رسول الله! أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما

١. كامل بهائي: ١ / ٣١٢. (فارسي) ٢. له مصادر كثيرة عن العامة والخاصة كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى.
٣. المشهور حضور سبعة من الأصحاب للصلاة على فاطمة (عليها السلام) وهم: سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود وهذا هو المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في الخصال: ٣٦١ ورجال الكشي: ١ / ٣٤ ح ١٣ ولكن ورد في غير واحد من المصادر حضور غيرهم والمتحصل من الجميع حضور: الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام)، وعقيل، وعبد الله بن جعفر وبريدة والعباس وابناه فضل وعبد الله وأسامة والزبير ونفر من بني هاشم وبنات أمير المؤمنين (عليه السلام) ونسوة من قريش وأسماء بنت عميس وخادمتها فضة، راجع إعلام الورى: ١٥٢، المناقب: ٣ / ٣٦٣، بحار الأنوار: ٤٣ / 180، 183، 189، 192، 199 - 200 و 81 / 310، كامل بهائي: 1 / 312.
4. البقرة (2): 156.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 145 147 148 149 ... » »»
الفهرست