الحديث كيف أن فاطمة أشهدتهما على ذلك، فقالا: نعم. ثم قالت: اللهم أني أشهدك فأشهدوا يامن حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي والله لا أكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما بما صنعتما بي، وارتكبتما مني! فدعا أبو بكر بالويل والثبور وقال يا ليت أمي لم تلدني! فقال عمر: عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ خرفت، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة، وقاما وخرجا). انتهى.
فانظر أيها المسلم بإنصاف هل في هذه الرواية دلالة على أن عليا أغضب فاطمة؟! ثم تساءل لماذا دعا الرسول هؤلاء النفر، وهل كان لهم يد وراء أخبار ذلك الشقي الذي أخبر فاطمة كذبا، فكانوا وراء أذيتها؟ القرينة تؤيد ذلك. أو كان النبي أراد أن يسمع الأشخاص الذين يعلم أنهم سيغضبونها بعد موته، وهذا هو المتيقن.
4 - الحديث الأول الذي ذكرته، لو غضضنا الطرف عن سنده لما كان فيه دلالة على ما تقول، وإن كنت عربيا حقا راجع كلماته وألفاظه. فليس فيه دلالة لا من قريب ولا من بعيد على أن عليا أغضب فاطمة سلام الله عليهما، وهذا تحميل منك وتأويل ليس له أي شاهد، فإن النبي صلى الله عليه وآله أخبر علي عن فاطمة سلام الله عليها بأن الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها، وليس فيه دلالة أكثر من هذا.
5 - بالنسبة لقولك إن غضبها لا بد أن يقاس على الكتاب والسنة، فنحن نقول لو لم يقسه رسول الله على الكتاب والسنة لما قال ذلك، لأنه (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى).