فسألت أبا جعفر ممن أتاهم التعزية؟ فقال من (قبل) الله تبارك وتعالى).
وفي الأنوار البهية: ص 42: (وعن الثعلبي: إنه قبض حين زاغت الشمس، فلما قبض رسول الله، جاء الخضر فوقف على باب البيت، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين، ورسول الله قد سجي بثوب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، فتوكلوا عليه، وثقوا به، وأستغفر الله لي ولكم.
وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال أمير المؤمنين: هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم). انتهى.
8 - علي وفاطمة ينفذان وصية النبي..
لم يكن بقي من رجال بني هاشم الكبار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلا العباس وابنه الفضل وعلي، فكانوا هم المعنيين بجنازة النبي.. أما عقيل بن أبي طالب فكان في مكة.. وكان الباقون شبانا وغلمانا، وهم كثرة..
وقد حدد النبي (آله وأهل بيته) مرارا بعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام.. أما بقية بني هاشم فهم أرحامه وعشيرته، لكنهم ليسوا آله ولا أهل بيته، بالمصطلح الاسلامي الذي وضعه النبي صلى الله عليه وآله.
ومع أن العباس عم النبي، والعم عند العرب صنو الأب، لكنه كان يعرف لعلي عليه السلام مقامه من النبي، خاصة أن عليا قبل وصية النبي بأن يقضي عنه ديونه وعداته، بينما لم يقبلها العباس خوفا من ثقلها عليه!