والدرهم بعد وفاتهم. لكن الظاهر أنه ليس المراد حقيقة هذا الكلام بل المراد ما أومأنا إليه من أن عمدة أموالهم وما كانوا يعتنون به ويورثونه هو العلم دون المال، وذكر الدينار والدرهم على المثال).
ثم يقول: (ويخطر بالبال وجه آخر وهو أن يكون المراد بقوله عليه السلام: أن الأنبياء لم يورثوا بيان الموروث فيه، لأنه عليه السلام لما قال: أن العلماء ورثة الأنبياء. فكأن سائلا يسئل: أي شئ أورثوا لهم؟ فأجاب بأنه لم يورثوا لهم الدرهم والدينار ولكن أورثوهم الأحاديث. ولذا قال: أحاديث من أحاديثهم لأن جميع علومهم لم يصل إلى جميع العلماء بل كل عالم أخذ منها بحسب قابليته واستعداده. ففي الكلام تقدير: أي لم يورثوا لهم، فيشعر بأن لهم ورثة يرثون أموالهم ولكن العلماء من حيث العلم لا يرثون إلا أحاديثهم وهذا وجه وجيه وإن كان قريبا مما مر). انتهى.
فهذا تفسير هذه الرواية عند هذا العالم من علماء الشيعة الإمامية ليس فيها يا من سميت نفسك أنك محب لأهل البيت، ليس فيه ما تريد إثباته. ولا بد من توجيه هذه الرواية بهذا المنحى والتفسير أو ما يشابهه - أي بما لا ينفي توريث الأنبياء لأبنائهم - وإلا فإنها تخالف صريح القرآن الكريم الذي يثبت التوارث بين الآباء والأبناء ولم يستثن الأنبياء. والذي يثبت في آياته ما