مرارا، وخطب أكثر من مرة، مبينا فضل علي عليه السلام، ونفاق من يؤذيه ويبغضه، أو كفره!
ولو لم يكن من ذلك إلا قصة بريدة الأسلمي الكاسحة، التي روتها مصادر السنيين بطرق عديدة، وأسانيد صحيحة عالية، وكشفت عن وجود شبكة عمل منظم ترسل الرسائل من اليمن إلى المدينة، وتضع الخطط ضد علي عليه السلام.. وسجلت إدانة النبي صلى الله عليه وآله الغاضبة لهم وتصريحه بأن عليا (وليكم من بعدي) كما رواه أحمد في مسنده، وأن كل من ينتقد عليا وكل من لا يحب عليا، ولا يطيعه.. فهو منافق خارج عن الاسلام! وهي حادثة تكفي دليلا على عمق حسد زعماء قريش لعلي عليه السلام، وعدم سماعهم لأوامر النبي تجاهه، وأقواله في حقه.
السادسة: منع تدوين سنة النبي صلى الله عليه وآله في حياته أما القرآن فالصحيح عندنا أن عامة الناس كانوا يكتبونه حين نزوله، وكان النبي صلى الله عليه وآله يأمر بوضع ما ينزل منه جديدا في مكان بين المنبر والحائط، فيه ورق ودواة، لمن يريد أن يكتبه.
وكان علي عليه السلام يكتب القرآن، وحديث النبي صلى الله عليه وآله وكان آخرون يكتبون حديث النبي أيضا، ومنهم شبان قرشيون يعرفون الكتابة مثل عبد الله بن عمرو بن العاص.. وقد أحست قريش بأن ذلك يعني تدوين مقولات النبي صلى الله عليه وآله العظيمة في حق عترته وبني هاشم، ومقولاته في ذم عدد كبير من فراعنة قريش وشخصياتها.. فعملت على منع كتابة سنة النبي صلى الله عليه وآله في حياته، في حين أن بعض