كلامها عليها السلام في توبيخ الصحابة..
وقال ابن الأثير حديث آخر لفاطمة رضي الله عنها: روي أنها مرضت قبل وفاتها فدخل إليها نساء المهاجرين والأنصار يعدنها فقلن لها: كيف أصبحت من علتك يا ابنة رسول الله؟ فقالت:
أصبحت والله عائفة لدنياكن، قالية لرجالكن, لفظتهم بعد أن عجمتهم, وشنئتهم بعد أن سبرتهم, فقبحا لفلول الحد، وخطل الرأي، وخور القناة! لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم! لقد قلدهم ربقتها, وشنت عليهم غارتها, فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين؟! ما الذي نقموا من أبي الحسن؟! نقموا والله شدة وطأته, ونكال وقعته، ونكير سيفه، وتنمره في ذات الله. وأيم الله لو تكافؤوا على زمام نبذه إليه رسول الله، لسار بهم سيرا سجحا ن لا يكلم خشاشه، ولا يتعتع راكبه, ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطانا قد يحير بهم الري، غير متحل منه بطائل، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض.
ألا هلم فاعجب, وما عشت أراك الدهر عجبا! فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟! ولعمر الله لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج! ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا، وذعاقا ممقرا! فهنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب ما أسس الأولون!! فطيبوا عن أنفسكم نفسا، وطامنوا للفتنة جأشا، وأبشروا بسيف صارم، وهرج شامل، يدع فيئكم زهيدا،