هاشم وبني عبد المطلب وذم كنائي لهم، وأبعدها عن قريش، كما فعل الرواة القرشيون! فرووا عشرات الأحاديث في مدح قريش ووجوب أن تكون القيادة فيهم! ولا تكاد تجد فيها حديثا في ذم قريش إلا حرفوه إلى ذم بني هاشم! أو أحبطوا معناه بحديث آخر! أو جعلوه مدحا لقريش!! وحديث ابن البحيري هذا في حجة الوداع تحذير نبوي صريح لقريش، وهو في محله ووقته تماما، لأن قريشا ذات موقع مميز في العرب.. وهي المتصدية لقيادة عرب الجزيرة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعده.. فالخطر على أهل بيته وعلى مستقبل الاسلام والمسلمين، إنما هو من قريش وحدها.. وبقية القبائل تبع لها!
والنبي صلى الله عليه وآله إنما هو مبلغ عن ربه، ومتمم لحجة ربه.. وعليه أن يحذر وينذر.. ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.
4 - إعلان النبي أن صحابته سيقتلون على السلطة بعده!
وقد روت أخبار هذا التحذير النبوي مصادر الجميع في حجة الوداع ففي صحيح البخاري: 1 / 38: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض! وفي: 2 / 191: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد