الخلافة لقريش تدور في قبائلها، أو يشرك مع علي غيره من قبائل قريش! وقد رفض النبي صلى الله عليه وآله كل مطالبهم، لأنه لا يملك شيئا مع الله تعالى، ولم يعط لعلي وبني هاشم شيئا من عنده حتى يمنعه من عنده، وإنما هو عبد مبلغ، صلى الله عليه وآله!
ففي تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى ص 167: (جاءه قوم من قريش فقالوا له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن الناس قريبو عهد بالإسلام، لا يرضون أن تكون النبوة فيك والإمامة في ابن عمك علي بن أبي طالب. فلو عدلت به إلى غيره لكان أولى. فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله: ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه، لكن الله تعالى أمرني به وفرضه علي. فقالوا له: فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك، فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش تركن الناس إليه، ليتم لك أمرك، ولا يخالف الناس عليك)... الخ.
التاسعة: إصرار قريش على مخالفة النبي ومنع مسير جيش أسامة فعندما كان النبي صلى الله عليه وآله مريضا شكل جيشا بقيادة أسامة بن زيد، وجعل تحت إمرته كل زعماء الأنصار، وزعماء قريش وأتباعهم غير بني هاشم، وكان عدد القرشيين في جيش أسامة سبع مئة، وعقد اللواء لأسامة، وأمره أن يسير إلى مؤتة في الأردن لمحاربة الروم.. أراد بذلك أن يرسخ قدرة الدولة الإسلامية ويأخذ بثأر شهداء مؤتة، كما أراد أن يفرغ المدينة من المعارضين لعلي عليه السلام قبيل وفاته صلى الله عليه وآله. فخرج أسامة بمن معه وعسكر خارج المدينة، وحثه النبي على الحركة، ولكن زعماء قريش تثاقلوا عن الالتحاق بمعسكر أسامة، وثبطوا معهم من استطاعوا، ثم طعنوا في تأمير النبي صلى الله عليه وآله لأسامة الشاب الأسود