أول ما برز المنشقون على النبي في كتابة الكتاب وجيش أسامة!
من الواضح أن أصل اختلاف المسلمين هو ظهور المنشقين على النبي صلى الله عليه وآله في حياته، العاصين له في كتابة الكتاب، وفي جيش أسامة!
ففي شرح المواقف للجرجاني: 8 / 376: (قال الآمدي: كان المسلمون عند وفاة النبي عليه السلام على قيدة واحدة طريقة واحدة، إلا من كان يبطن النفاق ويظهر الوفاق، ثم نشأ الخلف فيما بينهم أولا في أمور اجتهادية لا توجب إيمانا ولا كفرا، وكان غرضهم منها إقامة مراسم الدين، وإدامة مناهج الشرع القويم!! وذلك كاختلافهم عند قول النبي في مرض موته: ائتوني بقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي! حتى قال عمر: إن النبي قد غيبه الوجع حسبنا كتاب الله! وكثر اللغط في ذلك حتى قال النبي: قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع!!!
وكاختلافهم بعد ذلك في التخلف عن جيش أسامة فقال قوم بوجوب الاتباع لقوله عليه السلام: جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه. وقال قوم: التخلف انتظارا لما يكون من رسول الله في مرضه!!). انتهى.
أمر النبي المنشقين بالسفر في جيش أسامة.. عندما رفضوا كتابة الكتاب..
يوجد ارتباط بين كتابة كتاب التأمين من الضلالة الذي أمر به النبي فعصوه، وبين أمره لهم بالمسير إلى مؤتة تحت إمرة أسامة.. لأن النبي صلى الله عليه وآله توفي يوم الاثنين، وقد أمرهم بكتابة الكتاب يوم الخميس، وعقد اللواء لأسامة وأمره بالحركة يوم الخميس.. وإن كنا يحتمل أن يكون عقد لواء أسامة في الخميس الماضي، أي قبل وفاته باثني عشر يوما.