كانت قريش متحيرة مع النبي صلى الله عليه وآله، حيث لم ينفع معه نقاش ولا اعتراض، فهو يقول إنه لم يفعل شيئا لعترته من عند نفسه، بل كان كل ما فعله بأمر ربه! لكنها مسألة لا يمكن لقريش أن تؤمن بها ولا أن تسكت عنها.. فما العمل؟!
لقد قرر زعماء قريش أن ينشطوا ويعملوا المستحيل.. حتى لا يجمع بنو هاشم بين النبوة والخلافة! ويحرموا قبائل قريش بزعمهم!!
لقد تجسد في قريش حسد أبناء يعقوب.. واتضحت فيهم الانتقائية في الايمان بنبوة محمد بن عبد المطلب بن هاشم! فقد غلبها محمد وأعلنت دخولها في الاسلام، وقررت أن ترضى به نبيا، لكن بدون عترته!
أما في عمل النبي مع الحزب القرشي.. فقد تجلى القانون الإلهي في التبليغ وإقامة الحجة، وترك الحرية للناس.. أن يهتدوا.. أو يضلوا!!
2 - حساسية قريش من البشارة النبوية بالأئمة الاثني عشر!
روى أحمد في مسنده: 5 / 92: (عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. قال ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج)! ومن المرجح أن يكون هذا الحديث في مسجده في المدينة، في الشهرين الباقيين من عمره الشريف، لأنه ثبت في صحاحهم أن النبي تحدث عن الأئمة الاثني عشر في حجة الوداع في خطبة عرفات، وربما في غيرها.
وقد نص الطبراني في المعجم الكبير: 2 / 256 ح 2073، على أن هذا الحديث كان في المدينة، فقال: (عن جابر بن سمرة: قال سمعت رسول الله صلى الله