وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة، قال أسامة: فعرفت أنه يدعو لي، ورجع أسامة إلى معسكره.
ثم دخل يوم الاثنين وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقا فقال له: أغد على بركة الله، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره، فأمر الناس بالرحيل، فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاءه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت، فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت، فتوفي حين زاغت الشمس يوم الاثنين...). انتهى.
هذه هي الرواية القرشية لجيش أسامة، أو بعث أسامة.. ولا تحتاج معها إلى جهد كبير لتعرف أن جيش أسامة كان خطة ربانية أحبطتها قريش وحققت هدفها في الخلافة.. لكن الله تعالى أتم فيها حجته وحجة نبيه صلى الله عليه وآله.. ونكتفي لذلك بتسجيل الملاحظات التالية:
جيش أسامة أمر رباني نزل فيه الوحي!
أنهم كانوا يعرفون أن أمر النبي بإرسالهم في جيش أسامة، والتشديد على سرعة حركته وحرمة تأخره، إنما هو أمر رباني نزل به الوحي..
ففي تاريخ ابن عساكر: 2 / 56، أنهم قالوا لأبي بكر: فلو استأنيت بغزو الروم حتى يضرب الاسلام بجرانه ويعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف، ثم تبعث أسامة حينئذ... فقال: والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة؟!!!). انتهى.