3 - بالنسبة لإغضاب علي لها فهذا مما لم يسبقك اليه سابق، واعلم أنك أول من افترى به على الإمام علي، ولكن الحمد لله الذي يكشفك على حقيقتك، لكي لا تقول نحن لا نتجاسر على الصحابة! ولو أسميت نفسك عدو أهل البيت لكان أصدق! فإن الذي أغضب فاطمة عليها السلام هو الشقي الذي أخبرها كذبا بأن علي خطب... وعلي لم يصدر منه هذا الفعل، وليتك أكملت الحديث ولم تقطعه لكي يتضح للجميع بطلان ما نسبته للإمام عليه السلام وما تدعيه، ولكنك قطعته بغية تشويه المعنى وتمرير الأباطيل على من ليس له اطلاع، فعجبا عجبا! هل يجوز هذا في الإسلام، وهل هذا رعاية للأمانة العلمية، أم تقنع نفسك بذلك! فما هكذا تورد يا سعد الإبل، وأنا أكمل لك الحديث الذي غضضت بصرك وبصيرتك عنه... قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أما علمت أن فاطمة بضعة مني، وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاني في حياتي، ومن آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي، قال: فقال علي: بلى يا رسول الله. قال: فما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال علي: والذي بعثك بالحق نبيا ما كان مني مما بلغها شئ ولا حدثت بها نفسي. فقال النبي: صدقت وصدقت. ففرحت فاطمة بذلك وتبسمت حتى رؤي ثغرها، فقال أحدهما لصاحبه أنه لعجب ما دعاه إلى ما دعانا هذه الساعة.
قال: ثم أخذ النبي بيد علي فشبك أصابعه بأصابعه فحمل النبي بيده الحسن وحمل الحسين علي وحملت فاطمة أم كلثوم وأدخلهم النبي بيتهم، ووضع عليهم قطيفة وأستودعهم الله ثم خرج وصلى بقية الليل، ثم ذكر