وإذا كانت (قريش) قد ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وآله في بيته في المدينة، كما يقول نفس الراوي في حديث آخر، وطرقت عليه بابه لتسأله عما يكون بعد مضي هؤلاء الاثني عشر وانتهاء عهودهم.. فهل يعقل أنها لم تسأله عنهم، وعما يكون في زمانهم؟!
وعندما يقول رواة حديث في المدينة (قريش) فهي تعني عمر وأبا بكر فقط.. وما دامت قريش هذه سألته عنهم فأين جوابه صلى الله عليه وآله؟!
نكتفي بما تقدم، ونحيل في هذا الموضوع على كتاب الغدير للعلامة الأميني رحمه الله، وآيات الغدير - مركز المصطفى للدراسات الاسلامية.
14 - إعلان النبي عليا وليا للأمة بعده والإمام الأول من الاثني عشر من الحقائق المتفق عليها من أعمال النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع.. أنه أوقف الحجيج الذين كانوا معه في طريق العودة، في الصحراء في لهب الظهيرة، في مكان يسمى غدير خم، قرب رابغ.. لأن الله تعالى أمره بأمر، وأمره أن يوقفهم ويبلغهم إياه هناك!!
وخطب فيهم خطبة وداع، وأصعد معه عليا على المنبر، وأوصى مؤكدا بكتاب الله وعترته أهل بيته، ثم أمسك بيد علي ورفعها معرفا له، وقال فيما قال: (ألا من كنت مولاه فعلي مولاه)!
وبعد الخطبة أمرهم أن ينصبوا لعلي خيمة ويهنئوه بولايته عليهم التي نزلت من عند الله، فهنؤوه، وهنأه عمر قائلا: (بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم). تاريخ بغداد: 8 / 290، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: 1 / 158، والغزالي في سر العالمين ص 21.