قال ابن حجر في فتح الباري: 8 / 115: (وعند الواقدي أيضا أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة من قريش). انتهى.
وقد استطاع هؤلاء أن يفشلوا الخطة الربانية لإرسال جيش أسامة، ويعصوا أوامر النبي وتأكيداته المتتابعة عليهم بالاسراع في الحركة، حتى مضت الأيام وتوفي النبي صلى الله عليه وآله.. ورتبوا في يوم وفاته بيعة السقيفة!
طرق المدينة هذه الليلة شر عظيم!!
في ليلة الاثنين، كانت حالة النبي صلى الله عليه وآله تشتد وتخف، يغمى عليه من الحمى ثم يفيق.. فأفاق بعض الإفاقة فقال: لقد طرق ليلتنا هذه المدينة شر عظيم، فقيل له: وما هو يا رسول الله؟! فقال: إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون عن أمري، ألا إني إلى الله منهم برئ. ويحكم نفذوا جيش أسامة، قالها مرات كثيرة!!
ففي بحار الأنوار: 28 / 108 عن كتاب سليم بن قيس رضي الله عنه: (قال: فخلا أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بأسامة وجماعة من أصحابه فقالوا إلى أين ننطلق ونخلي المدينة ونحن أحوج ما كنا إليها وإلى المقام بها؟ فقال لهم: وما ذلك؟ قالوا إن رسول الله قد نزل به الموت، ووالله لئن خلينا المدينة لتحدثن بها أمور لا يمكن إصلاحها، ننظر ما يكون من أمر رسول الله، ثم المسير بين أيدينا. قال: فرجع القوم إلى المعسكر الأول وأقاموا به وبعثوا رسولا يتعرف لهم أمر رسول الله، فأتى الرسول إلى عائشة فسألها عن ذلك سرا، فقالت إمض إلى أبي وعمر ومن معهما وقل لهما: إن رسول الله قد ثقل، فلا يبرحن أحد منكم، وأنا أعلمكم بالخبر وقتا بعد وقت.