يمانيا على علي وفاطمة والحسنين، وقال للمسلمين: هؤلاء عترتي أهل بيتي!! ثم لم يكتف بذلك، حتى أوقف المسلمين في رمضاء الجحفة بغدير خم وأخذ بيد علي عليه السلام وبلغ الأمة إمامته من بعده، ونصب له خيمة، وأمر المسلمين أن يسلموا عليه بإمرة المؤمنين، ويباركوا له ولايته عليهم التي أمر بها الله تعالى. فهنؤوه جميعا وباركوا له، وأمر النبي صلى الله عليه وآله نساءه وكن معه في حجة الوداع، أن يهنئن عليا فجئن إلى باب خيمته وهنأنه وباركن له.. معلنات رضاهن بولايته على الأمة.
ثم أراد صلى الله عليه وآله في مرض وفاته أن يؤكد الحجة على الأمة بوثيقة مكتوبة، فطلب منهم أن يأتوه بدواة وقرطاس ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا.. ولكنهم رفضوا ذلك بشدة! وقالوا له: شكرا أيها الرسول لقد قررنا أن نضل، عن علم وعمد واختيار وإصرار! ولا نريد أن تكتب لنا أطيعوا بعدي عترتي عليا، ثم حسنا، ثم حسينا، ثم تسعة من ذرية الحسين! وقالوا بكل وقاحة: إن نبيكم ليهجر، لا تقربوا له دواة ولا قرطاسا!!
فهل تريد من نبيك صلى الله عليه وآله أن يقيم الحجة أكثر من هذا؟!
6 - تحذير النبي أمته من بدايات الانحراف الصغيرة ورد في نصوص خطب حجة الوداع أن النبي حذر أمته من محقرات الأعمال التي توجب الانحراف، وأن الشيطان قد رضي منهم بها!
ففي سنن ابن ماجة: 2 / 1015: (عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: في حجة الوداع: يا أيها الناس ألا أي يوم أحرم؟ ثلاث مرات. قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: