ولا بد أن هذا التمييز النبوي لعلي، كغيره من تمييزاته له، كان مؤججا لحسد قريش لعلي.. ولكن ماذا يصنع النبي لقريش، فإنما عليه أن يبلغ، وليس مسؤولا عن غضب من يغضب، ولا حسد من يحسد!
قال القاضي النعماني المغربي في شرح الأخبار: 1 / 253: (وكان علي عليه السلام أول من آمن بالله عز وجل وتولى رسوله صلى الله عليه وآله، وأول من صلى معه وتزكى وصام، وأول من جاهد في سبيل الله، وبذل مهجته دون رسول الله صلى الله عليه وآله، ولما حج رسول الله أشركه في هديه، فكان بذلك أفضل من حج معه.. فجمع الله عز وجل له السبق إلى كل فضيلة، إبانة له بالفضل عمن سواه، وأنه أقرب الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله تبارك اسمه في كتابه (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فكان علي عليه السلام أسبق الخلق إلى كل فضيلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، لما يؤثر من سبقه إلى الجهاد وعنائه فيه، وإنه أوفر الأمة حظا منه، بما أبان الله عز وجل به فضله على سائر الأمة لقوله عز وجل: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما). انتهى.
5 - عدد المئة من الإبل.. أيضا يغيض قريشا!
تضمن هدف النبي في أضحياته غيضا أكبر لقريش، فقد أراد أن تبلغ أضحيته مع أضحية علي مئة ناقة، بقدر أضحية جدهما عبد المطلب رضوان