إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت علي الكذابة، فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده...). انتهى.
ومن الطبيعي للنبي الحكيم عندما يرى أنه يوجد في أصحابه من يكذب عليه، ويخبر أمته أن هذه المشكلة ستستمر بعد وفاته.. أن يعين الجهة التي يرجع إليها لتكون ميزانا يعرف بها الصحيح الصادر عنه من المكذوب عليه.. وليست تلك الجهة إلا العترة والقرآن، اللذان أوصى بهما النبي دون غيرهما.
11 - إعلان النبي مبادئ احترام الإنسان المسلم وحرياته الشخصية أكثر ما رواه الرواة من أحاديث حجة الوداع، فقرات تتعلق بمبادئ إسلامية عامة، مثل إلغاء آثار الجاهلية ومآثرها وتشريعاتها المخالفة للإسلام. ومبدأ الأخوة والتكافؤ بين المسلمين. ومبدأ احترام حياة المسلم، وتحريم دماء المسلمين على بعضهم. واحترام الملكية الشخصية وتحريم أموال المسلمين على بعضهم. واحترام عرض المسلم وكرامته وتحريم أعراضهم على بعضهم. وهذه نماذج منها من مصادر الطرفين:
في تحف العقول لابن شعبة ص 30: (أما بعد: أيها الناس، إسمعوا مني ما أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
أيها الناس: إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام، إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد...