وبايعوا لأبي بكر قبل دفن رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ادعى القوم أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة!). انتهى.
لاحظ عبارة (فامتنع عليه القوم!) أي لم يطيعوا أمر أسامة بالحركة.. وقد كان الوقت صبح الاثنين والنبي مفيق وحالته حسنة، فقد توفي عصر يوم الاثنين!
ومن حق الباحث هنا أن يشك في أن أم أيمن قد أرسلت إلى ولدها أسامة أكثر من مرة، أن يخالف أمر النبي المشدد ويتأخر! كما تزعم مصادرهم..
فقد كانت أم أيمن امرأة بسيطة مؤمنة طيبة، وكانت أمة لآمنة أم النبي، ثم أمة النبي المطيعة المعتقدة بنبوته وصدقه، ولم يعهد أنها كانت تتدخل في أوامر النبي صلى الله عليه وآله حتى لو كانت تتعلق بزوجها زيد أو بولدها أسامة.. فمن المرجح أن القرشيين كانوا على الخط، وأن العاملات لهم أرسلن أحدا باسم أم أيمن، أو أثرن عليها حتى أرسلت إلى أسامة بدون إذن من النبي!
أبو بكر وعمر والمتسللون لواذا من معسكر أسامة!
خرج أسامة يوم الخميس بلوائه إلى مؤتة وعسكر في الجرف خارج المدينة، ليلتحق به الذين أمرهم النبي بأن يكونوا معه.. ولم يكن الأمر يحتاج إلا يوما أو يومين لكي يتحرك بالجيش، أي بقية يوم الخميس ويوم الجمعة! فالمفروض في أبي بكر وعمر وبقية السبع مئة قرشي من المهاجرين والطلقاء، أن يكونوا في الجرف مع أسامة.. لكن الذي حدث شئ آخر!!
فقد كانت الموازنة عند هؤلاء بين السفر إلى مؤتة لقتال الروم، وبين مواصلة خطتهم لابعاد بني هاشم عن خلافة النبي وتعويضها في قبائل قريش!! وأنى لمن طمع في خلافة نبيه أن يترك الفرصة، ويذهب لقتال الروم؟!!