5 - أعظم عرض في تاريخ الأنبياء.. وأسوأ رد من صحابته!
المشكلة الكبرى المستعصية والمتكررة في تاريخ الأنبياء، هي أن أممهم تختلف بعدهم وتنحرف، فتجري عليها السنة الإلهية في الصراع الداخلي والضعف والتفكك، حتى تتغلب عليها الأمم الأخرى فتنهار! ويبدو أنها مشكلة لا حل لها، وأنه لا بد أن تجري سنة الله وقوانينه في الأمم..!
غير أن نبينا صلى الله عليه وآله قال لأمته إن الله تعالى أوحى اليه علاجا لهذا المرض الخبيث في تاريخ الأمم ومستقبلها، وأنه علاج مضمون يضمن لأمته أن تكون إلى يوم القيامة سيدة العالم ورائدة الأمم، وهادية البشرية إلى خير دنياها وآخرتها!! وأن شرطه الوحيد أن يدونه النبي في كتاب، ويعلن صحابته قبولهم له والتزامهم بتنفيذه!
إنه أغرب عرض من نبي على أمته.. وهو ميزة عجيبة، وخصوصية فريدة لنبينا صلى الله عليه وآله، فلا نعلم نبيا أنزل عليه هذا العرض وقدمه لأمته، ولعل السبب أن محمدا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، وأن أمته خاتمة الأمم الحاملة لرسالة ربها!!
لقد جمعهم النبي في بيته في مرض وفاته، وبلغهم ما نزل به جبرئيل من عند ربه، وبشرهم بهذا الإكسير الذي يضمن لهم خلود العزة إلى يوم القيامة، ويضمن لهم الثبات على خط الهدى الإلهي والتنعم ببركاته إلى يوم القيامة.. وقال لهم: إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا!!
فهل ترى - بالله عليك - أروع وأعظم من هذا العرض النبوي؟
وهل ترى في كلام هذا النبي الصادق الأمين ذرة خطأ، أو مساسا بأحد؟