عليه وآله أراد أن يسجل اتهامهم لهم بأنهم سموه!! فأمرهم أن يشربوا من نفس الدواء الذي سقوه له!
والذي يتأمل يجد العلاقة واضحة بين الذين اعترضوا على كتابة كتاب تأمين الأمة من الضلال، واعترضوا على تأمير أسامة، والذين تثاقلوا وخططوا لتأخير حركة الجيش، والذين لدوا النبي رغم نهيه، والذين عندهم حساسية مفرطة من أهل بيت النبي وبني هاشم، والذين سارعوا إلى السقيفة وصفقوا على يد أبي بكر وأعلنوا بيعته..
إنهم رموز الحزب القرشي.. لاغير!!
إفشال قريش جيش أسامة.. مقدمات العاصفة على آل الرسول!
ظهرت مقدمات عاصفة الحزب القرشي على العترة النبوية قبل حجة الوداع، ثم تتابعت وبرزت في حجة الوداع، ثم تفاقمت واشتدت بعد عودة النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة.. حتى ظهرت فاغرة أفواهها بالسم أمام النبي صلى الله عليه وآله! عند ما ردوا أمره وقالوا له بوقاحة: لا نريد أن تكتب لنا كتابا يؤمننا من الضلال!! فقد استطاعت قريش أن تزعم عليها أجرأ أصحاب النبي وأخشنهم، وأوكلت اليه مواجهة النبي بنفسه، فأعلن أمام النبي أنه يرفض أن يكتب النبي لهم كتابا يتضمن الخطة الربانية للحكم بعده.. واتهم النبي بأنه يهجر وقال حسبنا كتاب الله.. فصاح أفراد الحزب القرشي: القول ما قاله عمر.. القول ما قاله عمر!!
ولابد أن هؤلاء الصارخين في وجه نبيهم، وأكثرهم من الطلقاء! كانوا في جيش أسامة يلتفون حول عمر ويقولون.. القول ما قاله عمر!!