وفي سنن النسائي: 5 / 95: (عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته في وجعه الذي توفي فيه فسارها بشئ، فبكت. ثم دعاها فسارها فضحكت! قالت فسألتها عن ذلك فقالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحاقا به فضحكت). انتهى.
أما تعبير النسائي في كتابه خصائص علي ص 117، فهو أدق، قال: (دعا فاطمة رضي الله عنها فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت.. الخ). انتهى. ومثله في الطبراني الكبير: 22 / 422.
ما كنت لأفشي على رسول الله سره!
قالت هذه الكلمة فاطمة لعائشة.. وكأنها بذلك قرأت لها الآيات التي خلد الله فيها خيانة عائشة لسر النبي، فقال عنها وعن حفصة: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير. إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما! وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) سورة التحريم 3 - 4، تقول لها بذلك نحن نعرف أنكما ما زلتما تفشيان سره وتتظاهران عليه!!
أما لماذا دعا النبي فاطمة فناجاها، وأسر إليها أنه يموت في مرضه هذا؟! وأبقى ذلك سرا عن غيرها، مع أن الله أمره أن يعلن للمسلمين قرب أجله، وأن يحج بهم حجة الوداع، ويؤدي لهم كل ما يجب قوله وفعله؟!
السبب.. أنه صلى الله عليه وآله عبد مأمور، وقد أمره الله أن يعلن دون توقيت.. أما التوقيت فهو من أسرار الله تعالى، وله أهله، وأهله فاطمة