8 - إعلان النبي اللعنة الإلهية على من تولى غير أهل البيت!
توجد في خطب النبي في حجة الوداع، فقرة ملفتة وردت بعد تحريم الصدقات على آل النبي في أحاديث حجة الوداع عند السنة والشيعة، وهي فقرة اللعن لمن ادعى لغير أبيه أو تولى غير مواليه! فقد تقدم في حديث أحمد قول النبي صلى الله عليه وآله (لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه). وقد روت هذا الحديث أهم الصحاح، لكن بعضها نص على أنه في حجة الوداع، وبعضها لم ينص، ففي صحيح البخاري: 4 / 67: (فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك). ونحوه في مسلم: 4 / 115، وابن ماجة: 2 / 870 وص 905، والترمذي: 3 / 297، والبيهقي في سننه: 8 / 26. وفي مصنف ابن أبي شيبة: 6 / 186: (عن عمرو بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم وهو على راحلته وإن راحلته لتقصع بجرانها، وإن لعابها يسيل بين كتفي، فقال: من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله، لا يقبل منه صرف ولا عدل، أو قال عدل ولا صرف).
وقال ابن قدامة في المغني: 5 / 327: (وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من انتسب إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه).
وقال في: 7 / 238: (وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله من تولى غير مواليه. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح). انتهى.
وقد تصور رواتهم وفقهاؤهم أن اللعن هنا للولد الذي يدعي غير أبيه النسبي، والغلام الذي يترك مالكه الحقيقي ويدعي أنه غلام لشخص آخر.. لكنهم غفلوا عن شدة الحكم، وعن بلاغة النبي صلى الله عليه وآله، وأن