قال الراوي عن الامام الكاظم: فقلت لأبي الحسن: بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله، وسنن رسوله. فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا، أما سمعت قول الله عز وجل: (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين). والله لقد قال رسول الله لأمير المؤمنين وفاطمة: أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا: بلى وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا). انتهى.
إنها مهمة هداية البشرية إلى آخر هذا العالم بعد ختم النبوة.. مهمة الإمامة وعهدها ميثاقها، ومسؤوليتها الثقيلة، وعلومها وأسرارها الربانية..
ولكن زعماء قريش لا يريدون أن يفهموا إمامة الأمة بعد النبي، إلا أنها رئاسة دولة محمد والتمتع بسلطان محمد، وليس من العدل أن يجمع بنو هاشم بين النبوة والخلافة!! فالنبوة كانت سهم بني هاشم، وإمامة أمة الاسلام يجب أن تكون سهم بقية بطون قريش!
إنهم أنفسهم الذين قال الله عنهم: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. أهم يقسمون رحمة ربك؟! نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات.. ليتخذ بعضهم بعضا سخريا! ورحمة ربك خير مما يجمعون) سورة الزخرف - 31 - 32 3 - فاطمة لأبيها: أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك!
في هذه الأجواء كانت تعيش فاطمة وعلي وأهل البيت عليهم السلام..
فقريش ضارية في عملها ضد عترة النبي وبني هاشم، لكي تنفذ صحيفة المقاطعة الجديدة ضدهم، كتلك التي نفذتها قبل ست عشرة سنة!