الذي طالما أكد عليه النبي في دعوته لقريش في أيامها الأولى، وجعله من وعود نبوته القطعية!!
ولا يتسع المجال لاستعراض جميع محاولاتهم لاغتياله ومؤامراتهم عليه.. فهي متنوعة ومكثفة خاصة في آخر سنة من حياته الشريفة صلى الله عليه وآله.. ونكتفي من مؤامراتهم ومحاولاتهم اغتيال النبي، بما يلي:
المحاولة الأولى: محاولة قريش اغتيال النبي صلى الله عليه وآله في طريق عودته من تبوك وقد كانت محاولة متقنة نفذتها مجموعة منافقة بلغت نحو عشرين شخصا فقد عرفوا أن النبي صلى الله عليه وآله سيمر ليلا من طريق جبلي بينما يمر الجيش من طريق حول الجبل، وكانت خطتهم أن يكمنوا في أعلى الجبل فوق الطريق الذي سيمر فيه الرسول، حتى إذا وصل إلى المضيق ألقوا عليه ما استطاعوا من صخور ضخمة تنحدر بقوة وتقتله، ثم يفرون ويضيعون أنفسهم في جيش المسلمين، ويبكون على النبي مع الباكين، ويعلنون بيعة أحدهم لخلافته!
وقد تركهم الله تعالى ينفذون خطتهم، حتى إذا بدؤوا بإلقاء الصخور، جاء جبرئيل وأضاء الجبل عليهم فرآهم الرسول صلى الله عليه وآله وناداهم بأسمائهم، وأراهم لمرافقيه المؤمنين: حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وأشهدهما عليهم! فسارعوا بالفرار ونزلوا من الجهة الثانية من الجبل، وضيعوا أنفسهم في المسلمين!!
أما لماذا لم يعلن الرسول أسماءهم؟! فلأنهم من قريش ومن المعروفين فيها.. ولو أعلن أسماءهم وقام بمعاقبتهم أو طردهم، لواجه خطر إعلان قريش الردة