وانقسم الحاضرون في بيت نبيهم، وتشادوا بالكلام فوق رأسه صلى الله عليه وآله.. وكثر صياحهم ولغطهم! منهم من يقول قربوا له دواة وقرطاسا يكتب لكم أمانا من الضلال. وأكثرهم يصيح: القول ما قاله عمر، لا تقربوا له شيئا، ولا تدعوه يكتب!!
ولا بد أن جبرئيل حينذاك كان عند النبي صلى الله عليه وآله، فقد كثر نزوله عليه في الأيام الأخيرة، فأخبره أن الحجة قد تمت عليم، وأن الإصرار على الكتاب يعني دفع قريش نحو إعلان ردتها وقولها إن محمدا يريد تأسيس ملك كملك كسرى وقيصر لأهل بيته وعشيرته بني هاشم ويفرض هم على قريش والعرب! والحل هو الاعراض عنهم، وإتمام الحجة عليهم بطردهم! فطردهم النبي صلى الله عليه وآله وقال لهم: قوموا عني فما ينبغي عند نبي نزاع! قوموا عني، فما أنا فيه خير مما تدعوني إليه!!
وهذا الحديث الذي سماه ابن عباس رزية يوم الخميس، حديث معروف روته صحاحهم، ورواه البخاري في ست مواضع من صحيحه!!
الحادية عشرة: توفي النبي صلى الله عليه وآله.. مسموما؟
في الأيام الأخيرة من مرضه.. أصيب النبي صلى الله عليه وآله بحمى شديدة، فكان يغشى عليه لدقائق من شدة الحمى ثم يفيق.. واطلع على أن عائشة وحفصة تريدان أن تسقياه دواء عندما يغمى عليه، فأفاق ونهاهم، وشدد عليهم النهي بأن لا يسقوه أي دواء إذا أغمي عليه مرة أخرى.. ولكنهما اغتنمنا فرصة إغمائه وخالفنا نهيه المشدد، وصبنا في فمه دواء فرفضه لكنهما سقتاه إياه بالقوة! فأفاق النبي صلى الله عليه وآله ووبخهما