الثالثة: مؤامرة سورة التحريم فقد نصت السورة على أن النبي صلى الله عليه وآله أسر بحديث خطير إلى بعض أزواجه، وأكد عليها أن لا تقوله إلى أحد، ولا بد أن الله تعالى أمره بذلك لحكم ومصالح يعلمها سبحانه.
فما كان من (أم المؤمنين) إلا أن خالفت حكم الله تعالى وأفشت سر زوجها الرسول صلى الله عليه وآله، وعملت مع صاحبتها لمصلحة (قريش) ضد مصلحة زوجها النبي! فأطلع الله تعالى نبيه على مؤامرتهما، فأخبرهما بما فعلتا، فكشف القرآن سرهما وسر من ورائهما وهددهما، وضرب لهما مثلا بامرأتي نوح ولوط، اللتين خانتا زوجيهما النبيين فدخلتا النار!!
أما رواة الخلافة القرشية فيقولون إن المسألة كانت عائلية صرفة، تتعلق بغيرة نساء النبي من بعضهن، وبعض الأخطاء الفنية الخفيفة لهن مع النبي صلى الله عليه وآله! إنهم يريدونك أن تغمض عينيك عن آيات الله تعالى في سورة التحريم، التي تتحدث عن خطر عظيم على الرسول صلى الله عليه وآله والرسالة، وتحشد أعظم جيش جرار لمواجهة الموقف فتقول (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه، فإن الله هو مولاه، وجبريل، وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير).
فلمن صغت قلوبهما، ولمصلحة من تعاونتا على الرسول صلى الله عليه وآله؟! وما هي القضية الشخصية التي تحتاج معالجتها إلى هذا الجيش الإلهي الجرار، الذي لا يستنفره الله تعالى إلا في حالات الطوارئ القصوى؟!