وأما تعليقي على الرواية فهو ليس نفي لأصل وجود الرواية هذه في مصدرها، فهي موجودة، ولكني ناقشت صحة هذه الرواية من حيث سندها ومضمونها. فمعاوية هو الراوي وهو مجروح عندنا، ومضمونها يتنافى مع عقيدتنا في السيدة الزهراء والإمام أمير المؤمنين لأنهما معصومان، ولأنهما كانا يعيشان الانسجام في الحياة الزوجية بما لكلمة الانسجام من معنى، فلم يصدر يوما من الزهراء ما يغضب الإمام عليه السلام ولم يصدر من الإمام ما يغضبها! يروي الحافظ موفق بن أحمد الحنفي الخوارزمي في كتابه المناقب ص 243، رواية طويلة خاصة بخبر زواج السيدة الزهراء من أمير المؤمنين عليه السلام ودخول الرسول صلى الله عليه وآله عليهما صباح عرسهما وفيها: (وقال: كيف أنت يا فاطمة وكيف رأيت زوجك؟ قالت: يا أبه خير زوج، إلا أنه دخل علي نساء من قريش وقلن لي: زوجك رسول الله من رجل فقير لا مال له، فقال لها رسول الله: ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير، ولقد عرضت علي خزائن الأرض من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربي عز وجل. يا بنيه لو تعلمين ما يعلم أبوك لسمحت الدنيا في عينيك. والله يا بنيه ما ألوتك نصحا أن زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما.
يا بنيه إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعه فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.
يا بنيه نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمرا. ثم صاح بي رسول الله فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: أدخل بيتك وألطف بزوجك وأرفق بها، فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها، أستودعكما الله