شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ٥٤١
وقد أحسن بعض الفضلاء في قوله: شر من إبليس من لم يسبقه في سالف طاعته، وجرى معه في ميدان معصيته، ولا شك بين العلماء أن إبليس كان أعبد من الملائكة، وكان يحمل العرش وحده ستة آلاف سنة، ولما خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وجعله خليفة في الأرض، وأمره بالسجود، فاستكبر واستحق الطرد واللعن [1].
ومعاوية لم يزل في الاشراك وعبادة الأصنام، إلى أن أسلم بعد
____________________
قال: سمعت عليا على منبركم هذا يقول: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " (1).
أقول:
نكتفي بهذا القدر، فلا نورد روايات غير ما ذكرناه عن علي عليه السلام، ولا رواياتهم عن غير علي: كأم سلمة، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري... في هذا الباب..
[1] قال ابن تيمية - فيما قال -: ما الدليل على أن إبليس كان أعبد الملائكة؟ وأنه كان يحمل العرش وحده ستة آلاف سنة؟ أو أنه كان من حملة العرش في الجملة؟ أو أنه كان طاووس الملائكة؟ أو أنه ما ترك في السماء رقعة ولا في الأرض بقعة إلا وله فيها سجدة وركعة؟ ونحو ذلك مما يقوله بعض الناس؟ فإن هذا أمر إنما يعلم بالنقل الصادق، وليس في القرآن شئ من ذلك، ولا في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم!!

(1) ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 158 - 172.
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 548 549 ... » »»
الفهرست