تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ١ - الصفحة ١٣٧
كيف يمكن كونها - مؤثرة في الإرادة.
ثم إن قوله وأما بطلان التالي فبالوجدان، كأنه إشارة إلى ما ذكر بعض فحول السادات، وهو الوجه الآتي.
الرابع: ما ذكره بعض فحول السادات، ولعله السيد الكاظمي (1) (قدس سره)، من أن سد باب التفاهم يوجب انتفاء فائدة البعثة، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وفساد النظام.
أقول: توضيح الاستدلال، أنه إذا لم يجز حمل الألفاظ على حقائقها عند التجرد، فيلزم سد باب التفهم، نظرا إلى قيام احتمال عدم إرادة الحقيقة في جل الألفاظ الصادرة إن لم نقل كلها، إما بأن يراد منها المعنى المجازي، أو لم يرد منها شيء أصلا، وحصول العلم في بعض المقامات بالمراد لا ينفع في أكثرها، فإذا انسد باب التفهم، فيخلو البعثة، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب عن الفائدة، فإن فائدتها تبليغ الأحكام إلى المكلفين، ومن المعلوم أن طريق التبليغ والتفهيم منحصر في الألفاظ وإلقاؤها مجردة عن القرينة، فإذا فرض انسداد باب التفهم منها فلا يحصل التبليغ بها.
ولو قيل إنه مع الشك في المراد يرجع إلى الرسول في بيانه، فهو مردود بأن البيان أيضا بلفظ مثل هذا اللفظ، فيتسلسل، أو يدور، وأما لزوم فساد نظام العالم فواضح.
هذا، وفيه: أن الترديد بين المجاز والحقيقة في الخطابات الشفاهية في غاية القلة والندرة، بل الغالب فيها كما نجد من أنفسنا حصول العلم بكون الحقيقة مرادة عند تجرد اللفظ عن القرينة، وحصول الترديد في بعض المقامات لا يوجب شيئا من المحاذير المذكورة.
الخامس: قوله تعالى «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه» () استدل به غير واحد من أفاضل المتأخرين، ولم يبينوا وجه الدلالة، مع أنها بمكان من الخفاء والسقوط،

(١) ذكره في الوافي في شرح الوافية للسيد محسن الأعرجي الكاظمي، مخطوط في مباحث الحقيقة، والمجاز في تأسيس الأصل عند دوران الأمر بين الحقيقة والمجاز وإليك نصه:
وهذا الأصل بالمعنى الأول [أي العلم بالوضع والشك في المراد] مما لا نزاع لأحد فيه، كيف ولو لا ذلك لامتنعت فائدة الوضع وبطل التفاهم، بل وانتفت فائدة البعثة وإرسال الرسل وإنزال الكتب وفسد النظام.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست