صلى الله عليه وآله ويأخذوا خلافته، ويعزلوا عترته!
ولهذا السبب بادر الحزب القرشي بالرفض الخشن الشرس عندما جمعهم النبي صلى الله عليه وآله في مرض وفاته، وعرض عليهم أعظم عرض قدمه نبي لأمته، أن يضمن لهم بقاءهم على الهدى، وأن يكونوا سادة العالم إلى يوم القيامة! بشرط أن يلتزموا بتنفيذ ما سيكتبه لهم بأمر ربه، فتصدى له عمر نيابة عن قريش ورفض كتابة العهد بصلافة! فأطاعوه وصاحوا: القول ما قاله عمر! وهذا معناه أنا لا نريد أن تكتب لنا عهدا، لأنك ستسمي فيه الأئمة من عترتك! ولا نريد أمانك من الضلال! وها نحن نعلن أنه غلب عليك الوجع، فلا اعتبار لكلامك وكتابتك!!
قال البخاري: 1 / 36: (عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي (ص) وجعه قال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. قال عمر: إن النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا! فاختلفوا وكثر اللغط قال (ص): قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع! فخرج ابن عباس يقول: إن الرزيئة كل الرزيئة، ما حال بين رسول الله (ص) وبين كتابه)! انتهى.
وفي مسند أحمد: 3 / 346: (عن جابر أن النبي (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده، قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها)! انتهى.
وقال لهم النبي صلى الله عليه وآله كما في البخاري: 4 / 31: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)! يعني أن ما أنا فيه من قرب لقاء ربي، خير مما تريدون أن تجروني اليه من إعلانكم الكفر! لذلك أنهي النقاش معكم، وآمركم بالخروج من بيتي!
وقوله صلى الله عليه وآله: (خير مما تدعوني إليه) يدل على أن لهم هدفا خطيرا يعملون له و (يدعون) النبي صلى الله عليه وآله اليه وأن إصرار النبي صلى الله عليه وآله على كتابة العهد سيحقق هدفهم الخطير! وأن هذا الهدف أسوأ من ترك الأمة بدون ضمانة مستقبلها!!