ويختاروا عليا عليه السلام ليحكم خمس سنين، ثم لتعيد قريش قانون الغلبة فيحكم الأمة، ولا يفارقها إلى يومنا هذا!
لقد فتح قانون قريش صراعا دمويا على السلطة، لم تعرف أمة بعد نبيها أسوأ منه، ولا خلافة لنبي أكثر منه سفكا للدماء منه! فلو أحصينا حروب الأمة وصراعاتها على السلطة لبلغت المئات، وبلغ قتلاها عشرات الملايين! وخساراتها المادية والمعنوية فوق التصور!
وكانت آخر ثمار قانون الغلبة: أن خلافة قريش وصلت إلى غلمان بني أمية وبني العباس، ثم إلى غلمان الشراكسة والعثامنة، حتى ضعفت الأمة ثم انهارت بيد الغربيين، فدفنوا خلافة قريش في استانبول، بلا مراسم توديع ولا تشييع!
قد يقال: إن هذه النظرة إلى تاريخ أمتنا الإسلامية خاطئة، لأنها ترى السلبيات وتنسى الإيجابيات، فالأمة الإسلامية كانت وما زالت خير أمة أخرجت للناس، وقد فتحت أكثر العالم، وأقامت أقوى دولة، ونشرت نور الإسلام وحضارته.
ويقال: إن الصراع على السلطة وبعض الظلم للناس كالذي حدث لأهل البيت النبوي عليهم السلام، أمر طبيعي في حياة الأمم وتاريخها! كما أن ضعف الأمة وانهيارها سنة إلهية في الدول ونشوئها وزوالها، والأمة الإسلامية ليست بدعا من الدول، فلا عجب أن تجري عليها سنن التاريخ!
والجواب: أنا قد نقبل هذا الكلام لو لم يقل الله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). (التوبة: 33) ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله لصحابته: إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا!
أما وقد قال لهم ذلك ورفضوه! فإن مسار الأمة بدون ذلك العهد النبوي لم يعد طبيعيا، بل هو المسار إلي وضعها فيه الرافضون للتأمين النبوي، ومهما