تصورت أنهم ربحوا للأمة فهي الخاسرة!
إن مثل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله كسفينة قال لركابها ربانهم الحكيم المأمون: أعطوني عهدا بالتنفيذ لأعطيكم خريطة توصلكم إلى بر النجاة والنصر، فقال له أصحابه: لا نريد خريطتك ونحن نقودها إلى بر الأمان! فقادوها من بعده واختلفوا في قيادتها واقتتلوا، حتى وصلت إلى صخور شاهقة وأمواج عاتية!
فهل يصح أن يقال إنهم مصيبون! وإن ركاب السفينة ربحوا ولم يخسروا!
إن المسلم المؤمن بنبوة نبيه صلى الله عليه وآله وبأنه معصوم مؤيد من ربه: (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى) يرى نفسه ملزما بالاعتقاد بأن قريشا مهما حققت للأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله، فقد أوقعت بها أعظم خسارة منيت بها أمة في التاريخ! وكيف يمكن لأحد أن يغفر لقريش أنها عصت نبيها صلى الله عليه وآله عن سبق إصرار وصادرت منه قيادة أمته، ووضعتها في مسار الغلبة والصراع القبلي!
* *