ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي، وحق لك أن تعي، فنزلت هذه الآية: وتعيها أذن واعية) (الحاقة: 12). وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي قال: قال رسول الله (ص): يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، فأنزلت هذه الآية: وتعيها أذن واعية، فأنت أذن واعية لعلمي). انتهى.
وقد عرف الجميع علم علي عليه السلام الذي أبعدوه بالسقيفة، وضآلة علم أبي بكر وعمر وعثمان، الذين أتوا بهم من السقيفة، ورووا أخطاءهم الفظيعة في تفسير أوليات القرآن، وجهلهم بأوليات أحكام الشريعة، كتفسير آية: وفاكهة وأبا، وآية الكلالة، وآية الربا، وآية التيمم، وإرث الجدة، وعشرات الأمثلة!
قال في فتح الباري: 9 / 323: (قوله: وقال علي: ألم تعلم أن القلم رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ. وصله البغوي في الجعديات عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، أن عمر أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى، فأراد أن يرجمها! فقال له علي: أما بلغك أن القلم قد وضع عن ثلاثة.. فذكره، وتابعه بن نمير، ووكيع وغير واحد، عن الأعمش، ورواه جرير بن حازم عن الأعمش فصرح فيه بالرفع. أخرجه أبو داود، وابن حبان من طريقه، وأخرجه النسائي من وجهين آخرين.... وأخذ بمقتضى هذا الحديث الجمهور)! انتهى.
فالذي حدث في السقيفة: أن أول أئمة العترة، الذي عنده علم الكتاب قد أقصي وأجبر على البيعة لشخص لا يعرف حكم العاقل من المجنون، ويأمر بقتل امرأة وجنينها بدون حق، باسم الإسلام! فأي ظلم لعلم وقانون تخصصي كالإسلام، أكبر من أن تقوم بسجن الخبير المتخصص به، وتأتي بمن يجهله ليطبقه ويحكم به؟!
* *