خيبري وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلهما معا، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه، فكتب إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك. فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب، فقال له علي: إن هذا الشئ ما هو بأرضي عزمت عليك لتخبرني! فقال له أبو موسى: كتب إلي معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك. فقال علي: أنا أبو الحسن القرم، إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته). انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: 4 / 469، في شرح قول النبي صلى الله عليه وآله (علي عيبة علمي): (أي مظنة استفصاحي وخاصتي، وموضع سري، ومعدن نفائسي. والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه. قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره، وذلك غاية في مدح علي، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه. وفي شرح الهمزية: أن معاوية كان يرسل يسأل عليا عن المشكلات فيجيبه، فقال له أحد بنيه: تجيب عدوك؟! قال: أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا). انتهى.
وفي نفس الوقت نجد أن أمير المؤمنين عليه السلام تأسف عندما وقعت الكتب التي كتبها لمحمد بن أبي بكر رحمه الله في يد معاوية، لأنه سيستطيل بها ويسئ استغلالها!
قال الثقفي في الغارات: 1 / 250: (فلما ظهر عليه (محمد بن أبي بكر رحمه الله) وقتله، أخذ عمرو بن العاص كتبه أجمع، فبعث بها إلى معاوية بن أبي سفيان، وكان معاوية ينظر في هذا الكتاب ويعجبه (كتاب القضاء الذي كتبه له علي عليه السلام) فقال الوليد بن عقبة وهو عند معاوية لما رأى إعجاب معاوية به: مر بهذه الأحاديث أن تحرق، فقال له معاوية: مه يا ابن أبي معيط، إنه لا رأي لك، فقال له الوليد: إنه لا رأي لك! أفمن الرأي أن يعلم الناس أن أحاديث أبي تراب عندك تتعلم منها وتقضي بقضائه! فعلام تقاتله! فقال معاوية: ويحك أتأمرني أن أحرق علما مثل هذا!