عليا بعد صفين بغير جيش ولا عناء)! (أنساب الأشراف ص 383) وكانت مراسلاته وأمواله تصل إلى عملائه المنافقين في الكوفة وغيرها، خاصة رئيسهم الأشعث، لأغراض تحريك الخوارج على علي عليه السلام، وتقوية المعترضين عليه علنا في المسجد، والذين يبثون الدعاية ضده في الناس!
وكانت أهم دعاية معاوية ضده أنه شريك في دم عثمان، وأنه عدو لأبي بكر وعمر، وأنه يكذب على النبي صلى الله عليه وآله! ويخبر عن المستقبل كأنه يعلم الغيب!
وهذا التصور لمعاوية عن نفسه ونجاحه السياسي، يشاركه فيه الكتاب الغربيون والأمويون، ومن تأثر بهم من المسلمين.
وهو تصور صحيح بناء على الرؤية المادية التي تسقط من حسابها الآخرة، وتسقط كل القيم الإسلامية والإنسانية!
* * أما أهل النظرة الأعمق الذين ينظرون إلى الأمور بميزان الدين والعقل، والقيم الإنسانية، فيرون أن معاوية هو الخاسر، وعليا عليه السلام هو الرابح.
فمعاوية بميزان الدين والإنسانية: شخص وصولي (ميكافيلي) طالب حكم، وإمام فئة شهد في حقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأنها فئة باغية داعية إلى النار، فهو باغ خارج على إمام عصره، سفاك لدماء ألوف مؤلفة من خيار الصحابة والتابعين، منتهك لحرمات الإسلام، آكل للمال الحرام!
ولئن استطاع أن يتغلب بالقتل والغدر والمكر ويحكم المسلمين عشرين سنة، فقد ذهب إلى ربه يحمل أوزارا كافية لتخليده في عذاب جهنم، وبقيت أعماله وأساليبه مضرب مثل في مخالفة قيم الدين والإنسانية، من أجل هدف دنيوي!
فكل من قرأ معاوية يوافق على شهادة هؤلاء النسوة البدويات اللواتي صحن