عبد الرحمن بن ملجم وشبيب بن بجرة، فأخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي.... فقال بعض من حضر ذلك: فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول لله الحكم يا علي لا لك، ثم رأيت سيفا ثانيا فضربا جميعا، فأما سيف عبد الرحمن بن ملجم فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، وأما سيف شبيب فوقع في الطاق، وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل وشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا أولى بدمه عفوا أو قصاصا، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين)!
وفي مناقب آل أبي طالب: 3 / 95:. (وأما شبيب بن بجرة، فإنه خرج هاربا فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره، وأخذ السيف من يده ليقتله، فرأى الناس يقصدون نحوه، فخشي أن يعجلوا عليه فوثب عن صدره وخلاه، وطرح السيف عن يده ففاته، فخرج هاربا حتى دخل منزله، فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا؟ لعلك قتلت أمير المؤمنين! فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله). انتهى.
وفي أنساب الأشراف للبلاذري ص 487: (فقدم ابن ملجم الكوفة وجعل يكتم أمره، فتزوج قطام بنت علقمة من تيم الرباب، وكان علي قتل أخاها، فأخبرها بأمره، وكان أقام عندها ثلاث ليال، فقالت له في الليلة الثالثة: لشد ما أحببت لزوم أهلك وبيتك، وأضربت عن الأمر الذي قدمت له! فقال: إن لي وقتا واعدت عليه أصحابي، ولن أجاوزه. ثم إنه قعد لعلي فقتله، ضربه على رأسه، وضرب ابن عم له عضادة الباب، فقال علي حين وقع به السيف: فزت ورب الكعبة).