ولم يشملهم النعاس، بل آووا في الجبل إلى صخرة، وتشاوروا فيمن يرسلون ليأخذ لهم الأمان من أبي سفيان!
قال الطبري في تاريخه: 2 / 201: (وفشا في الناس أن رسول الله (ص) قد قتل، فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان! يا قوم إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم، قبل أن يأتوكم فيقتلوكم! قال أنس ابن النضر: يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد! اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء! ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل). انتهى صاحوا في أحد داعين إلى الردة والاستسلام!!
وتفاجؤك نصوص خطيرة تنص على أن مجموعة صحابة (مهاجرين) قرشيين، دعوا الناس إلى الردة والكفر علنا، بمجرد أن شاعت شائعة قتل النبي صلى الله عليه وآله! وذلك بعد جولة القتال الأولى، عندما التف المشركون على المسلمين وفاجؤوهم من ورائهم وقتلوا منهم، وأشاعوا أنهم قتلوا النبي صلى الله عليه وآله!
وينص بعضها على أن أحدهم وقف على تل يدعو المنهزمين إلى الرجوع إلى دينهم الأول والتسليم لأبي سفيان قبل أن يأتي القرشيون ويقتلوهم! وأنه عقب كلامه هذا بقوله: (إنهم لعشائرنا وإخواننا)! فمن يكون هذا المنادي إلا رئيس الطائفة الذين قال الله تعالى عنهم: (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق) والناطق الرسمي بإسمهم! فمن هو هذا الصحابي القرشي الصارخ على التل بالدعوة إلى الكفر؟! وهل لقصة أنس بن النضر وبراءته منهم علاقة بالموضوع؟!
طبيعي أنك لا تنتظر من رواة خلافة قريش أن يبينوا اسمه! لكنك بالتأمل في نصوصهم تعرف من هم الصحابة أبطال هذه القصة الذين رووا أقوالهم بدون