وبهذا اخترعت مصادر الخلافة قضية اسمها: أوجب طلحة الجنة! (راجع من باب المثال: مسند أحمد: 1 / 165, والترمذي: 3 / 119، و: 5 / 307، والحاكم: 3 / 25)!!
وكل ذلك مناقض لما رووه أنفسهم وصححوه عن أنس بن النضر أنه (انتهى إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يحبسكم. قالوا: قتل النبي! قال: فما تصنعون بالحياة بعده)؟! (النهاية: 4 / 39، وغيرها)!
وما رووه في صمود النبي صلى الله عليه وآله في ساحة المعركة، كما في سيرة ابن هشام: 3 / 370، و 603 عن ابن عباس (قال: إن رسول الله (ص) لم يبلغ الدرجة المبنية في الشعب). انتهى. والدرجة تقع في آخر الوادي للصاعد إلى الجبل!!
فالنبي صلى الله عليه وآله لم يترك موضعه في ساحة المعركة في وادي أحد قرب المهراس، ولا صعد على صخرة ولا شجرة! والصحابة هم الذين فروا مصعدين في الجبل كما وصفهم الله تعالى، أو هاربين إلى المدينة!
قال الإمام الصادق عليه السلام: (فلما دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورأته قد شج في وجهه وأدمي فوه إدماء، صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول: اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله! وكان رسول الله يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شئ!
قال الصادق عليه السلام: والله لو سقط منه شئ على الأرض لنزل العذاب.
قال أبان بن عثمان: حدثني بذلك عنه الصباح بن سيابة، قال قلت: كسرت رباعيته كما يقوله هؤلاء؟ قال: لا والله ما قبضه الله إلا سليما، ولكنه شج في وجهه. قلت: فالغار في أحد الذي يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله صار إليه؟ قال: والله ما برح مكانه، وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: اللهم اهد قومي). انتهى. (إعلام الورى: 1 / 179، والبحار: 20 / 96).
من جهة أخرى، حاول رواة قريش طمس دور علي عليه السلام في أحد، فلم يشيدوا