الفرسان، فيحمل عليهم علي عليه السلام ويشق صفوفهم ويقتل قائدهم فينهزمون، ثم تعود كتيبة أخرى بقائد جديد وطمع جديد أن يقتلوا محمدا وعليا!
كان جيش المسلمين في معركة أحد نحو ألف مقاتل، والمشركين نحو ثلاثة آلاف، وقد انتصر المسلمون أول الأمر، لكنهم عصوا النبي صلى الله عليه وآله وتركوا مواضعهم وركضوا ليجمعوا الغنائم، فاغتنم الفرصة خالد بن الوليد وباغت المسلمين فالتف عليهم من خلفهم، وحمل ابن قميئة على النبي صلى الله عليه وآله ووصل اليه بضربة خفيفة فتخيل أنه قتله، وصاح المشركون وإبليسهم: قتل محمد! فانهزم الصحابة وصدقوا الخبر! وظهر نفاق بعضهم فنادى: ألا إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول! واجتمع الفارون على الجبل عند صخرة، وقرروا أن يوسطوا رئيس المنافقين في المدينة، فيأخذ لهم الأمان من أبي سفيان!
وقد حاول علي عليه السلام أن يردهم قبل صعودهم الجبل لكن دون فائدة، فوبخهم! قال أبو واثلة يصف توبيخ علي عليه السلام للفارين كما في تفسير القمي: 1 / 114: (فرأيت عليا كالليث يتقي الدر، وإذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ثم قال: شاهت الوجوه وقطت وبطت ولطت، إلى أين تفرون إلى النار؟! فلم نرجع ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت فقال: بايعتم ثم نكثتم، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل (أقتل)! فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارا أو كالقدحين المملوين دما، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت: يا أبا الحسن، الله الله، فإن العرب تكر وتفر وإن الكرة تنفي الفرة، فكأنه استحيا فولى بوجهه عني، فما زلت أسكن روعة فؤادي، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة. ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل من كبار المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: يا صاحب