الذين تخلفوا عن أحد، مما يشير إلى أن لهم علاقة معهم!
5 - أن مشكلتهم عبادة ذواتهم واهتمامهم بها، وعدم الاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين! وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق...
صدقوا شائعة قتل النبي صلى الله عليه وآله واستعدوا لإعلان توبتهم لأبي سفيان!
ولا بد أن يكونوا هم الذين ذكرهم المحدثون والمؤرخون بأنهم انقلبوا على أعقابهم، وقرروا أن يعلنوا توبتهم من الإسلام ويرجعوا إلى دينهم الأول، وهو عبادة الأصنام، ولكن الرواة غطوا عليهم فلم يسموهم!
قال الطبري في تفسيره: 4 / 151: (سمعت الضحاك يقول في قوله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل.. الآية: ناس من أهل الإرتياب والمرض والنفاق، قالوا يوم فر الناس عن نبي الله (ص) وشج فوق حاجبه وكسرت رباعيته: قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول! فذلك قوله: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم! قال ابن زيد...: ما بينكم وبين أن تدعوا الإسلام وتنقلبوا على أعقابكم، إلا أن يموت محمد أو يقتل، فسوف يكون أحد هذين، فسوف يموت أو يقتل)!!
وقال الرازي في تفسيره: 9 / 22: (المسألة الثالثة: قوله: انقلبتم على أعقابكم، أي صرتم كفارا بعد إيمانكم، يقال لكل من عاد إلى ما كان عليه: رجع وراءه وانقلب على عقبه، ونكص على عقبيه، وذلك أن المنافقين قالوا لضعفة المسلمين: إن كان محمد قتل فالحقوا بدينكم، فقال بعض الأنصار: إن كان محمد قتل، فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد). انتهى.
لكن الرازي وغيره لم يبينوا متى صدر منهم هذا الكفر، وأين، ومن قاله؟!
ولا نجد لكلامهم وقتا إلا بعد هزيمة المسلمين، وقبل انسحاب أبي سفيان عن المدينة، فلم ينقل أحد هذا الكلام إلا عن هذه الطائفة الذين أهمتهم أنفسهم،