الترس ألق ترسك ومر إلى النار! فرمى بترسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا نسيبة خذي الترس فأخذت الترس وكانت تقاتل المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان!
وسمعوا مناديا ينادي من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هذه والله المواساة يا محمد! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لأني منه وهو مني. وقال جبرئيل: وأنا منكما). انتهى.
* * ونلاحظ في أحاديث أحد كثرة الكذب من رواة الخلافة، للدفاع عمن يحبونهم من الهاربين، وتعسفهم في إثبات مناقب مكذوبة لهم!
من ذلك: أنهم ادعوا أن عمر هو الذي أجاب أبا سفيان بعد المعركة، عندما افتخر أبو سفيان بهزيمة المسلمين وقال: أعل هبل! مع أن المعركة جرت في وادي أحد، وكان أبو سفيان في أدنى الجبل قرب المعركة، أما عمر فكان باعترافه بعيدا يتسلق الجبل وينزو كالأروى أو الأروية، أي العنزة الجبلية! (تاج العروس: 10 / 159)! وقد وصفهم الله تعالى بقوله: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم، فاستعمل فعل أصعد الرباعي، الذي يدل على الإبعاد في الصعود! فكيف سمع عمر كلام أبي سفيان، وصار ناطقا باسم الإسلام والنبي صلى الله عليه وآله، وقد كان فارا لا يلوي على شئ، ولا يسمع كلام النبي صلى الله عليه وآله وهو يناديه ويأمره بالرجوع! وقد صحت عندهم الرواية أنه كان من المصدقين بقتل النبي صلى الله عليه وآله، وكان يتشاور مع طلحة وأبي بكر وغيرهم من القرشيين كيف يقنعون أبا سفيان بتوبتهم من الإسلام ورجوعهم إلى دينهم الأول!
أما الذي أجاب أبا سفيان فكان عليا عليه السلام وليس عمر: (فقال أبو سفيان وهو على الجبل: أعل هبل! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام قل له: الله أعلى وأجل.