فالجواب: أن الصحابة اختاروه في موجة غضبهم على عثمان، واضطرت قريش أن ترضى به وتبايعه، لكنها الآن ندمت وأفاقت!!
نعم، أفاقت قريش على أنها هزمت أربع مرات:
أولها عندما نقم الصحابة والتابعون على خلافة عثمان بن عفان، فثاروا عليه وقتلوه، وبذلك هزموا نظام حكم قبائل قريش المتحالفة ضد العترة النبوية!
ثم هزمت زعامة قريش ثانية ببيعتهم لعلي عليه السلام وإعراضهم عن طلحة والزبير!
ثم هزمهم علي عليه السلام ثالثة، بانتصاره الكاسح على جيش الجمل القرشي!
ثم هزمهم علي عليه السلام رابعة عندما أخذ يعمل جادا لإعادة عهد النبي وعترته صلى الله عليه وآله، ويستبعد الحكام القرشيين الفاسدين، ويعين بدلهم صحابة صالحين من الأنصار والمهاجرين، ويلغي امتيازات أبناء بطون قريش في الفتوحات والتجارات، ويساوي بينهم وبين كافة المسلمين أحمرهم وأسودهم!
فهل تسكت قريش وتهدأ؟! وهل هدأت على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة، حتى تهدأ على ابن عمه ووصيه علي عليه السلام؟!
وكيف تهدأ، والشام بيدها، وابنها معاوية خاتل في كمينه فيها يرقب الأحداث، منذ الحصار الأول لعثمان، إلى حصاره الثاني، إلى خروج عائشة وطلحة والزبير للحرب، ولم يتدخل رغم استغاثة عثمان به وهو محاصر!
قال الحافظ محمد عقيل في النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 40: (ذكر أهل السير، واللفظ للبلاذري، أن معاوية لما استصرخه عثمان تثاقل عنه، وهو في ذلك يعده، حتى إذا اشتد به الحصار، بعث إليه يزيد بن أسد القسري وقال له: إذا أتيت ذا خشب فأقم بها، ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فأنا الشاهد وأنت الغائب! قالوا: فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان، فاستقدمه حينئذ معاوية