فعل ووسعهم عفوه! وذكر باقي الحديث بطوله). انتهى.
وفي تاريخ الطبري: 3 / 541: (وأوى عبد الله بن الزبير إلى دار رجل من الأزد يدعى وزيرا وقال: إئت أم المؤمنين فأعلمها بمكاني، وإياك أن يطلع على هذا محمد بن أبي بكر! فأتى عائشة فأخبرها فقالت علي بمحمد، فقال: يا أم المؤمنين إنه قد نهاني أن يعلم به محمد، فأرسلت إليه فقالت: إذهب مع هذا الرجل حتى تجيئني بابن أختك، فانطلق معه فدخل الأزدي على ابن الزبير قال: جئتك والله بما كرهت وأبت أم المؤمنين إلا ذلك! فخرج عبد الله ومحمد وهما يتشاتمان! فذكر محمد عثمان فشتمه، وشتم عبد الله محمدا، حتى انتهى إلى عائشة في دار عبد الله بن خلف! وأرسلت عائشة في طلب من كان جريحا فضمت منهم ناسا، وضمت مروان فيمن ضمت فكانوا في بيوت الدار). انتهى.
أقول: هذا يدل على أن أمير المؤمنين عليه السلام أمر محمد بن أبي بكر أن يكون مع أخته عائشة ويتحمل سبها وشتمها، ويطيعها في خدماتها ويعفو عن أنصارها!
وفي تاريخ الطبري: 3 / 547: (وجهز علي عائشة بكل شئ ينبغي لها من مركب أو زاد أو متاع، وأخرج معها كل من نجا ممن خرج معها، إلا من أحب المقام. واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وقال: تجهز يا محمد فبلغها، فلما كان اليوم الذي ترتحل فيه جاءها حتى وقف لها، وحضر الناس فخرجت على الناس ودعوها وودعتهم وقالت:
يا بني، تعتب بعضنا على بعض استبطاء واستزادة، فلا يعتدن أحد منكم على أحد بشئ بلغه من ذلك، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي على معتبتي من الأخيار)! انتهى.
ومعنى كلامها: يا أولادي، نحن الصحابة قد يعتب بعضنا على بعض، لأنه