أموال المسلمين في الأمصار كانت في يد الولاة الأمويين فجاء بعضهم بها إلى عائشة وطلحة والزبير، كيعلى بن أمية والي اليمن! (ثقات ابن حبان: 2 / 279).
لقد استطاعت عائشة وشركاؤها بهذه الثروات أن يجندوا مئة وعشرين ألفا!
وقد تقدم في رواية الأخبار الطوال ص 150: (ونادى علي رضي الله عنه في أصحابه: لا تتبعوا موليا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تنتهبوا مالا، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن. قال: فجعلوا يمرون بالذهب والفضة في معسكرهم والمتاع، فلا يعرض له أحد...). انتهى.
فهذا حال معسكرهم بعد الهزيمة! في حين كان بيت مال المسلمين في عاصمة الخلافة فارغا ليس فيه ما يجهز جيشا، فاستعان علي عليه السلام ببعض الصحابة (ثعلبة بن عمير بدري، وهو الذي أعطى عليا يوم الجمل مائة ألف درهم أعانه بها، قتل يوم صفين). (شرح الأخبار: 2 / 21).
كما أن سياسته عليه السلام في احترام الإنسان المسلم وعدم إجباره على القتال معه، قللت من عدد جيشه، فلم يزد في حرب الجمل على اثني عشر ألفا!
أما في حرب صفين فقد كانت ثروة معاوية وحدها كافية لتمويل عدة جيوش! فقد كان الحاكم المدلل الذي أطلق عمر ثم عثمان يده في بيت مال بلاد الشام ولم يحاسباه أبدا، وكان مع ذلك يتاجر حتى في الخمور! وقصة الصحابيين عبادة بن الصامت وعبد الله بن سهل مع قوافل معاوية المحملة بالخمر، مشهورة!
وقد بالغ معاوية في تجهيز جيشه لحرب علي عليه السلام في صفين عددا وعدة، فبلغ مئة وعشرين ألفا، بينما بلغ جيش علي عليه السلام تسعين ألفا. (التنبيه والإشراف ص 255).
وقد وردت هذه الحقائق عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام، في جوابه للأشعث بن قيس عندما سأله ما دمت وصي النبي صلى الله عليه وآله وصاحب الحق، فلماذا لم تقاتل أبا