سنة، ثم سلمت الخلافة إلى بني أمية فاستأثروا وظلموا، فضجت الأمة من ظلم قريش! وصار مطلب عامتها في المدينة والولايات، إصلاح ما أفسدته قريش، ولا يوجد شخص عادل قوي يستطيع إصلاحه مثل علي عليه السلام.
والذي حدث ثانيا: أن جمهور الطلقاء الذي حشدتهم قريش في المدينة عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وعلموهم أن يصيحوا: القول ما قاله عمر، لا يوجدون الآن!
وحتى لو كانوا موجودين فصياحهم اليوم لا ينفع، لغياب قادة قريش المحنكين المخططين وهم: سهيل بن عمرو، وأبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم الفارسي مولى حذيفة الأموي!
والذي حدث ثالثا: أن شعور الأمة بتأنيب الضمير لظلامتها لأهل بيت نبيها عليهم السلام قد نما فيها، فأرادت أن تكفر عن ذلك ببيعتها لعلي عليه السلام!
فهذه العوامل الثلاثة كانت أسبابا في استجابة الأمة لعلي عليه السلام، لكن العامل الأساسي الذي يعادلها جميعا هو شخصية علي الفريدة، في تجسيده للنبي صلى الله عليه وآله، وتاريخ جهاده العظيم، وشجاعته، وبلاغته، وعدله عليه السلام!
ويعادل كل هذه العوامل والصفات: المعجزات التي رأتها الأمة من علي عليه السلام فخشعت لها قلوب المؤمنين، وخضعت لها أعناق المنافقين! فقد كان عليه السلام يخبرهم بما سيكون من أحداث، ويريهم آيات الله تعالى وآيات رسوله صلى الله عليه وآله، وقد بلغت معجزاته التي رأتها الأمة في خلافته أكثر من خمس مئة!!
ومن خصائص شخصية علي عليه السلام التي كانت تعجب الأمة، قوة قلبه وبصيرته، بحيث استطاع أن يخوض الحرب مع الناكثين والقاسطين والمارقين، بإمكانات بسيطة بالقياس إلى إمكانات طلحة والزبير وعائشة ومعاوية! فقد تقدم أن طلحة وحده كان يمكنه أن يمول ثلاث حروب كحرب الجمل، مضافا إلى أن بيوت