الطبراني وقال الحش البستان، ورجاله ثقات). (راجع المعجم الكبير للطبراني: 1 / 78، وتاريخ دمشق: 39 / 532، وتهذيب الكمال: 19 / 457، وتلخيص الحبير لابن حجر: 5 / 275).
وهذا النص الموثق، يدل على مدى ما وصلت اليه نقمة الصحابة على عثمان، حيث تركوا جنازته مرمية ثلاثة أيام في مكان غير مناسب، وحرموا الصلاة عليها ودفنها! حتى تجرأ بضعة أشخاص في الليلة الثالثة فأخذوا جنازته ليلا سرا عن المسلمين ليدفنوه في البقيع، وكانوا على عجلة وخوف أن يشعر بهم المسلمون، فرآهم شخص وهددهم بأنهم إن صلوا عليه أو دفنوه في مقابر المسلمين فسيخبر الصحابة والتابعين غدا! فخافوا وهربوا بجنازته إلى خارج البقيع، وكسروا جدار بستان نخل ليهودي (حش كوكب) ودفنوه فيه طما بلا لحد ولا لبن، ولم يسمح ابن الزبير لابنة عثمان أن تبكي أباها حتى لا يسمع المسلمون بكاءها، فيحضروا ويأخذوا الجنازة منهم ويرمونها!
وينبغي التحفظ في أسماء الذين حضروا دفنه، لأنهم كانوا يزعمون ذلك فيما بعد تقربا إلى معاوية! وكذلك عدم ذكرهم حماية علي عليه السلام للذين دفنوه!
وفي رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 64: (فاحتملوه على باب وإن رأسه ليقول: طق طق، فوضعوه في موضع الجنائز، فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم: لا والله لا تصلون عليه.... فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين.... فدفنوه ولم يلحدوه بلبن، وحثوا عليه التراب حثوا). انتهى.
قال الأميني رحمه الله في الغدير: 9 / 93: (روى المدائني في كتاب مقتل عثمان: أن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام، وإن عليا لم يبايع الناس إلا بعد قتل عثمان بخمسة أيام، وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد بن عبد العزى، وجبير بن مطعم بن الحرث بن نوفل استنجدا بعلي على دفنه، فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة