فخرج به نفر يسير من أهله وهم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف بحش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما صار هناك رجم سريره وهموا بطرحه، فأرسل علي إلى الناس يعزم عليهم ليكفوا عنه، فكفوا فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب. وأخرج المدائني في الكتاب قال: دفن عثمان بين المغرب والعتمة، ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وابنة عثمان وثلاثة من مواليه، فرفعت ابنته صوتها تندبه وقد جعل طلحة ناسا هناك أكمنهم كمينا فأخذتهم الحجارة وصاحوا: نعثل نعثل! فقالوا: الحائط الحائط، فدفن في حائط هناك!
أخرج الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بدير سلع. يعني مقابر اليهود. ورواه الطبري في تاريخه: 5 / 143 غير أن فيه مكان طلحة: رجل). انتهى.
أقول: المرجح عندي رواية المدائني، وقد رواها الطبري في تاريخه: 3 / 439، وجاء في رواية أخرى له: (حتى انتهوا إلى نخلات عليها حائط، فدقوا الجدار ثم قبروه في تلك النخلات... فذهبت نائلة تريد أن تتكلم فزبرها القوم وقالوا أنا نخاف عليه من هؤلاء الغوغاء أن ينبشوه، فرجعت نائلة إلى منزلها). انتهى.
وفي تاريخ الطبري: 3 / 440، عن أبي عامر قال: (كنت أحد حملة عثمان حين قتل حملناه على باب، وإن رأسه لتقرع الباب لإسراعنا به، وإن بنا من الخوف لأمرا عظيما حتى واريناه في قبره في حش كوكب). انتهى.
* *