للخلافة، أي ينادون به وعثمان محصور، فأرسل إليه عثمان يأمره أن يخرج إلى ينبع، وكان فيها رزق لأمير المؤمنين فخرج، ثم استدعاه لينصره فحضر، ثم عاود الأمر بالخروج مرة ثانية)! انتهى.
أقول: وقد نصح أمير المؤمنين عليه السلام عثمان مرات، نصيحة مشفق على المسلمين وعليه، كما توسط مرات بينه وبين الصحابة والتابعين الشاكين، وكان عليه السلام يعطي الرأي الشرعي في حل المشكلة، ولكن حاشية عثمان خاصة مروان بن الحكم، كانوا يخربون ما يصلحه علي عليه السلام! وكانت آخر وساطات علي عليه السلام بين عثمان والوفد المصري الواسع الذي جاء شاكيا تعسف الوالي الأموي مطالبا بتغييره، فخضع عثمان لمطلبهم، وكتب مرسوما بتعيين محمد بن أبي بكر حاكما على مصر، وسافر الوالي الجديد مع الوفد، لكنهم بعد مسافة قصيرة قبضوا على مبعوث من عثمان يحمل رسالة إلى الوالي الأموي في مصر، يأمره فيها بضرب أعناق الوفد المصري ومحمد بن أبي بكر! فرجع المصريون إلى المدينة غاضبين وانضم إليهم الناقمون من الصحابة وأهل الكوفة، وحاصروا دار الخلافة مطالبين باستقالة عثمان!
ويظهر أن طلب عثمان الثاني من علي عليه السلام أن يخرج من المدينة، كان في أواخر حصاره، وأن عليا عليه السلام أطاعه، فخرج إلى بستان أنشأه خارج المدينة.
ففي أنساب الأشراف للبلاذري: ص 206، (عن أبي المتوكل، قال: قتل عثمان وعلي بأرض له يقال لها البغيبغة، فوق المدينة بأربعة فراسخ، فأقبل علي فقال له عمار بن ياسر: لتنصبن لنا نفسك أو لنبدأن بك، فنصب لهم نفسه فبايعوه). انتهى.
وما نقله عن عمار قد يكون كلام غيره، فعمار رحمه الله أجل من ذلك.
وفي كمال الدين للصدوق ص 546، عن أبي الدنيا: (لما حوصر عثمان بن عفان