التماس شئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك. اللهم إني أول من أناب وسمع وأجاب، لم يسبقني إلا رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة.
وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة). (نهج البلاغة: 2 / 13).
وقال عليه السلام: (ما رأيت منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله رخاء فالحمد لله، والله لقد خفت صغيرا، وجاهدت كبيرا، أقاتل المشركين وأعادي المنافقين، حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله فكانت الطامة الكبرى! فلم أزل حذرا وجلا أخاف أن يكون ما لا يسعني معه المقام، فلم أر بحمد الله إلا خيرا. والله ما زلت أضرب بسيفي صبيا حتى صرت شيخا. وإنه ليصبرني على ما أنا فيه، أن ذلك كله في الله ورسوله، وأنا أرجو أن يكون الروح عاجلا قريبا، فقد رأيت أسبابه! قالوا: فما بقي بعد هذه المقالة إلا يسيرا حتى أصيب عليه السلام). انتهى. (الإرشاد: 1 / 284 وأضاف له في المناقب: 1 / 387: كنت أحسب صبيا أن الأمراء يظلمون الناس، فإذا الناس يظلمون الأمراء)!!
* *